الأحد، 14 أبريل 2013

بعض أنواع السحر وأعراضهـا من حيث تأثيرها على المسحور . الرقية الشرعية . انواع السحر .



سحــر التفريــق:

هذا النوع من السحر هو الأكثر شيوعا بين الناس وهو الغالب استخدامه من قبل السحرة على مر الأزمان ، يقول الله تعالى : }

فَيَتَعَلّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلّمُونَ مَا يَضُرّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ

{ ، جاء في كتاب التعريفات أنه يوجد في الإنسان قوة تسمى القوة المتخيلة ، وهذه القوة هي التي تتصرف في الصورة المحسوسه والمعاني الجزئية المنتزعة منها ، وتصرفها فيها بالتركيب تارة والتفصيل أخرى

وهذه القوة إذا استعملها العقل المفكر سميت مفكرة كما أنها إذا استعملها الوهم في المحسوسات مطلقا سميت متخيلة أ.هـ.

وإن السحرة والشياطين قاتهلم الله تتسلط على هذه القوة المتخيلة في الإنسان وتستخدمها في العطف والصرف والتخيل . فكم من زوج فرق بينه وبين زوجته وكم من أخ فرق بينه وبين أخيه وأخته

وكم من ولد فرق بينه وبين والديه.

بعض أعراض ووسائل التفريق بين الزوجين:

غرس بذور الفرقة ؛ كسوء الظن وسوء الفهم .

إثارة العداوة والبغضاء بدل المحبة والوفاق.

إثارة العناد وحب الانتقام بدل العفو والصفح.

قلب معاني الأقوال والأفعال.

تجسيم وتعظيم أسباب الفرقة والخلاف.

التشكيك في نظرات وأفعال وتصرفات المسحور نفسه.

التشكيك في نظرات وتصرفات وأقوال وأفعال أحب الناس له.

يرى العدو صديقا والصديق عدوا .

يعمل بغير إدراك إلى ضد مصلحته .

عدم القدرة على التكيف مع من صرف عنه بالسحر .

استراق السمع:

وهو أن يصدر الشيطان ( خادم السحر ) أو الرصد أصواتاً من لا يسمعها غير المسحور من أجل استفزاز المسحور .

استجلاء البصر :

هو التخيل بالصورة ، مثل التخيل بالصوت فيتشبه ويتمثل الشيطان خادم السحر في الأحلام أو في اليقظة ( عن طريق التخيل ) أو بين اليقظة والمنام بصورة من يريد إيقاع الفرقة والبغضاء بينه وبين المسحور ،

يقول تعالى في سورة الأعراف : } فلما ألقوا سحروا أعين الناس{ ويقول تعالى في سورة طه : }فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى.

ومن تأثير هذا النوع من السحر على المسحور أنه إذا نظر المسحور إلى زوجته مثلاً ، يراها بصورة منفرة كأن يرى وجهها وجه قردة أو كلبة أو أنه يراها وكأنها تنظر إليه نظر المتحدي المتغطرس ،

وكذلك إذا خرج المسحور مع زوجته إلى السوق يخيل إليه أنها تنظر وتعاكس الرجال ؛ والعكس لو كانت المسحورة الزوجة، ومهما أخذ الزوج أو الزوجة في الدفاع عن النفس والبرهنة على الحب والوفاء والإخلاص ،

فإن الفكرة المسيطرة تظل سائدة مما ينتهي في بعض الأحيان إلى انفصام عرى الزوجية بالطلاق أو الفراق ، وقد يكون السحر متعديا فيكون التخيل على عيون زوجة المسحور أو العكس .

وقد يحدث النفور بين الزوجين بدون أي سبب ولا يعرف الطرفان سبباً لهذا النفور مع العلم أن عقلهما وقلبهما يريدان عكس ذلك ولكن لا يستطيع الزوجان المصارحة فيما بينهما وتجد أن الزوجين يشعران بالنفور عندما

يكونا قريبين ويحصل العكس إن تفرقا وابتعدا ، بل ويندم المسحور على سوء تصرفه مع زوجه ، وإذا ما رجعا واقتربا عاد النفور .

وأحب أن أنبه هنا إلى أنه ليس كل خلاف يقع بين الزوجين بسبب السحر ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً

أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ مَا صَنَعْتَ شَيْئًا قَالَ ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ قَالَ فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ

نِعْمَ أَنْتَ قَالَ الاعْمَشُ أُرَاهُ قَالَ فَيَلْتَزِمُهُ . رواه مسلم

تقرأ آيات التأليف الواردة في باب تذكرة الإخوان ببعض آيات القرآن على من يعاني من سحر التفريق والربط .

الربـــــــط :

الربط : هو أخذ الرجل عن زوجته فلا يستطيع أن يجامعها وبالتالي يُعَد من أشد أنواع الإيذاء للرجل والمرأة ، وتحدث حالة التمنع وعدم الاستمتاع والربط في الغالب بسبب من الأسباب التالية:

الزواج القهري : عدم القبول والموافقة من قبل أحد الزوجين .

العجز أو الضعف الجنسي وهذا النوع يعالجه الأطباء ، والذي قد يكون العجز الجنسي بسبب الإصابة بمرض السكري أو خلل في فرز بعض الهرمونات (التيستوستيرون ) وهو ما يسمى بالهرمون الذكري ،

أو بسبب خلل في الأعصاب المغذية للعضو الذكري.

العجز بسبب استخدام الأدوية التي لها تأثير سلبي على الانتصـــاب مثل مدرات البول وبعض الأدوية التي تستخدم في حالات ارتفاع ضغط الدم والتي تستخدم ضد الاكتئاب والصرع وضد الروماتيزم .

القلق والوهم والخوف من عدم القدرة على الجماع وهذا النوع يعالجه الأطباء أيضا

الربط بسبب السحر ، ويستخدم كوسيلة للتفريق بين الزوجين .

الربط بسبب المس الشيطاني وفي الغالب يكون بسبب العشق.

يقول منصور عبد الحكيم : إن بعض الحالات التي رأيناها كان الرجل يؤخذ عن زوجته بسبب جني يكون مع زوجته ويحبها ويقوم هذا الجني بعملية الربط للزوج حتى لا يجامع زوجته ،

وفي هذه الحالة يجب علاج الزوجة حتى يقضى على الجني الذي يقوم بربط الزوج ، وعند علاج الربط يجب علاج الزوجين معا حتى يأتي العلاج ثمرته.

أنواع الربط:

ربط المنع :

وهو أن تحاول المرأة منع زوجها من إتيانها عند المعاشرة.

ربط التبلد:

هو أن يتمركز الجني الموكل بالسحر في مركز الإحساس في مخ المرأة فإذا أراد زوجها أن يأتيها أفقدها الجني الإحساس فلا تشعر بلذة ولا تستجيب لزوجها.

ربط النزيف:

ربط النزيف هو إذا أراد الرجل أن يأتي زوجته سبب لها نزيفا شديدا (استحاضة ) فلا يتمكن الرجل من إتيانها ، وقد تخرج رائحة كريهة جدا من فرج المرأة ، أو يحصل للمرأة آلام شديدة عند الجماع .

ربط الانسداد:

وهو إذا أراد الرجل أن يأتي زوجته وجد سدا منيعا أمامه من اللحم لا يستطيع أن يخترقه ، فلا تنجح عملية اللقاء الجنسي .

ربط التغوير:

وهو أن يتزوج الرجل بنتا بكرا ، فإذا أراد أن يأتيها يخيل إليه أنها كالثيب تماما حتى يشك في أمرها وفي هذه الحالة يكون السحر متعديا على الزوج، وعندما تعالج المرأة ويبطل السحر يجد الرجل غشاء البكارة

بكيفية يعلمها الله .

ربط العجز :

وهو عدم مقدرة الرجل إتيان زوجته ، ويشعر المصاب بفتور وتنميل وقت الجماع في أجزاء جسمه خاصة في الذراعين والقدمين ، ويشعر بآلام في أسفل الظهر والفخذين ولو أنه استطاع الجماع لم يجد اللذة .

الربط بالتناوب:

يكون السحر مشتركا بين الزوج والزوجة ، فإذا كان الزوج سليم من الناحية الجنسية تكون الزوجة غير سليمة.

ومن الربط ما يمنع الرجل عن جميع النساء ومنه ما يربط الرجل عن إحدى زوجاته.

سحر الجوارح (المرض ):

السحر بجميع أنواعه مرض ولكن عندما تكون أوامر السحر إصابة الإنسان بمرض معين أو امراض متنقله أو امراض متعددة يقال أنه مصاب بسحر الجواح أو سحر المرض ،

جاء في بعض طرق حديث سحر الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه ابن سعد في الطبقات من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم مرض وأخذ عن النساء والطعام والشراب.. الحديث

، وفي حديث سحر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فعن عمرة عن عائشة رضي الله عنها أنها أعتقت جارية لها عن دبر منها ( أي تكون حرة بعد موت سيدتها )، ثم إن عائشة مرضت بعد ذلك ما شاء الله ،

فدخل عليها سندي ، فقال إنك مطبوبة، فقالت من طبني ؟ ، فقال امرأة من نعتها كذا وكذا ، وقال في حجرها صبي قد بال ، فقالت عائشة : ادعوا لي فلانة ، لجارية لها تخدمها ،

فوجدوها في بيت جيران لها في حجرها صبي قد بال ، فقالت حتى أغسل بول هذا الصبي فغسلته ، ثم جاءت ، فقالت لها عائشة : أسحرتيني ؟ فقالت نعم ، فقالت لم ؟ قالت أحببت العتق .

هذه الرواية في موطأ مالك ( رواية أبي مصعب الزهري ) وسنده صحيح ، وفي رواية عند احمد في المسند اشتكت عائشة فطال شكواها ، فقدم إنسان المدينة يتطبب ، فذهب بنو أخيها يسألونه عن وجعها

فقال: والله إنكم تنعتون نعت امرأة مَطْبُوبة قال: هذه امرأة مسحورة سحرتها جارية لها ، وفي رواية أخرى أخرجها عبدالرزاق في مصنفه عن عمرة قالت : مرضت عائشة فطال مرضها فذهب بنو أخيها إلى رجل ،

فذكروا مرضها، فقال إنكم لتخبروني خبر امراة مطبوبة ، فذهبوا ينظرون فإذا جارية لها سَحَرَتها ، وكانت قد دبرتها ، فسألتها فقالت ما أردت مني؟ فقالت أردتُ أن تموتي حتى أعتق.

ويقول القرطبي في تفسيره لآية 102 من سورة البقرة ولا ينكر أن السحر له تأثير في القلوب، بالحب والبُغْض وبإلقاء الشرور حتى يفرّق الساحر بين المرء وزوجه، ويحول بين المرء وقلبه،

وذلك بإدخال الآلام وعظيم الأسقام ، وكل ذلك مدرك بالمشاهدة وإنكاره معاندة أ.هـ.

يقول جمال عبد الباري : وقد يأخذ السحر شكل مرض من الأمراض ، إلا أن أمراض السحر تختلف عن الأمراض العضوية في أنها متنقلة في الجسم ، ومن الحالات التي رأيتها حالة مهندس كيميائي .

عند إجراء الفحوصات الطبية عليه يتضح أنه مصاب بالضغط والسكر وحصى في الكلى ، وفي اليوم التالي يجري فحوصات طبية فيجد نفسه سليما تماما والتقارير التي معه تقول هذا أ.هـ.

يقول بشار بن بردة:

وقالوا به داءٌ أصاب فؤادهُ

من الجن أو سحر بأيدي المواردِ

سحر الخوف:

إذا استحوذ الشيطان على المسحور بسحر الخوف يجعله يخاف من كل شيء ، يجعله يستوحش المكان الذي هو فيه ، ويخوفه من الموت ، ويخوفه من أبيه ومن مدير عمله ، أو يخوفه من الوحدة فتجده يحتاج لمن يكون

بجواره دائما ، ويوسوس له الشيطان حتى يجعله يظن أنه مراقب من كل الناس ، ومن رجال الشرطة ، فتجده دائما في هلع وفزع وخوف وقد يخوفه الشيطان من أقرب وأحب الناس إليه ،

وتجده يفزع عند سماع أي صوت مفاجئ مثل جرس الباب والتلفون ، يخاف من المجهول أن يهجم عليه في أي وقت .

فمثل هذا يقرأ عليه مع آيات الرقية آيات السكينة والانشراح والأمن من الخوف الواردة في باب تذكرة الإخوان ببعض آيات القرآن .

سحر الفشـل واليأس والفقـر:

يكون الإنسان المسحور في فشل متواصل ، فإن كان طالبا يكون كثير الرسوب وليس له القدرة على التركيز والحفظ فلا يذاكر ولا يواصل الدراسة ، وإن كان موظفا فتجده لا يعمل ولا يستقر في الوظيفة إلا الوقت اليسير

ثم يبحث عن غيرها، وتجده فاشلا في أعماله وفاشلا في زواجه وفاشلا في علاقته مع الناس ، يائسا من المستقبل يائسا من الحياة ، مبذراً لماله بل المال لا يستقر في يده ، ينفقه على أشياء تافهه ويعطيه لمـن لا يستحق له .

سحر الجنــون:

يقول الشيخ عبد الخالق العطار إذا تمركز واستقر شيطان السحر بمخ الإنسان فإن الله قد يمكنه من التعرف على خلايا المخ ووظائفها واستخدامها ، فإن كان الإنسان لا يفيق أبدا بل دائم الشرود والذهول والنسيان والعصيان ،

فهو اقتران جزئي دائم، أما في الاقتران الكلى الدائم تظهر الروح متقمصة وممثلة شخصية الهبل والخبل والجنون .. وقد يكون خادم السحر المقترن بالمسحور من طبعه الخبل وضعف الذاكره ، ومن مكونات شخصيته

أنه مجنون، وإن كان تسلط الشيطان على عقل المسحور متقطعا ؛ بأن يفيق ويعقل ويفهم ويتعامل الإنسان بشكل طبيعي أحيانا ويغيب أحيانا فهذا اقتران طارىء. أ.هـ.

يقول الشافعي :

جنونك مجنون ولست بواجدٍ طبيباً يداوي من جنونٍ جنونَ

سحر تعطيــل الزواج ( الوقف ):

في هذه الحالة يقوم خادم السحر بعمل أي شيء من شأنه عرقلة الزواج ، حيث أنه يقوم بالتشكل وعمل الأقنعة القبيحة على وجه الخاطب حتى تراه المخطوبة في أقبح صورة أو أن يجعل الخاطب يرى من المخطوبة

ما يكره من شكل أو تصرف أو يوسوس لهما بعدم التكافؤ بينها ، أو يوسوس للفتاة بطريقة أو بأخرى بأنها ليست بكرا فتخاف من الفضيحة وترفض الزواج ، أو يزهد المرأة أو الرجل عن الزواج دون سبب

وقد يرفض أهل الخاطب أو المخطوبة دون سبب منطقي ، وليس بالضرورة أن يكون خادم السحر مربوطاً في جسد المسحور ، بل قد يكون تأثيره من الخارج بالتخيل والوسوسـة .

يقرأ على المسحور آيات من حيل بينه وبين الزواج الواردة في باب تذكرة الإخوان ببعض آيات القرآن.

سحر المحبة ( التـولة ):

أخرج أبي داود وأحمد من حديث عبدالله ابن مسعود أنه قال:" سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ " ، والسبب في عمل هذا النوع من السحر أنه ربما تجد المرأة

من زوجها شيئا من الصدود ، فتشتكي إلى إحدى أخواتها أو صديقاتها أو أمها فتشير عليها أن تذهب إلى الساحر الفلاني ليعمل لها عملا يجعل زوجها خاتما بأصبعها ، ولا تعلم هذه المرأة أنها تخسر آخرتها من أجل

دنياها بذهابها إلى الساحر.

يقول الله تعالى : } وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الاَخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ{ ويقول:} بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدّنْيَا * وَالاَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىَ

{ ، ولا تعلم هذه المرأة أن الساحر سوف يرسل على زوجها من الشياطين الكفرة يتلبسونه ويصدونه عن الصلاة والذكر والذهاب إلى المساجد }وَمَنْ أَظْلَمُ مِمّنْ مّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ

وَسَعَىَ فِي خَرَابِهَآ أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَآ إِلاّ خَآئِفِينَ لّهُمْ فِي الدّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الاَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ{ [البقرة:114]،

وقد تؤذيه شياطين السحر في عقله وبدنه بأمراض شتى ، يصيبونه بالصداع والسهر والضيق في الصدر، وقد يمكر الله بها بتسلط شياطين السحر عليها، وربما انعكس سحرها عليها بسبب خطأ في عمل السحر

فتخسر دنياها وأخرتها إلا أن يتداركها الله برحمة من عنده.

ولو أن هذه المرأة تحببت إلى زوجها بالطيب من الكلام وبحسن الخلق لكسبت محبته ومودته ولفازت بالأجر والمثوبة من عند الله ولانقاد لها زوجها محبا مطيعا ،

يقول صلى الله عليه وسلم: إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا ، ويقول الكميت :

أعراض سحر المحبة :

يذكر صاحب كتاب الصارم البتار أن من أعراض سحر المحبة ما يلي :

الشغف والمحبة الزائدتان.

الرغبة الشديدة في كثرة الجماع .

عدم الصبر عنها .

التلهف الشديد لرؤيتها.

طاعته لها طاعة عمياء.أ.هـ.

هذه الفقرة من كتاب الصارم البتار في التصدي للسحرة الأشرار 138

والذي أظنه والله أعلم أنه قد تكون مثل هذه المحبة محبة فطرية وليست بسبب السحر والشياطين ، فلا يشك من يقرأ هذه السطور أنه مسحور بسحر المحبة . يقول قيس بن الملوح :

ويقول أيضاً :

سحر التهيـج

ما أظن أن أحد يعمل هذا النوع من السحر وفي قلبه ذرة من إيمان ، حيث أنه يجمع بين السحر وطلب الفاحشة والعياذ بالله وتهيج قلب المسحور وصرفه عن ذكر الله سبحانه وتعالى .

يذكر ابن قيم الجوزية في كتابه روضة المحبين ونزهة المشتاقين في الباب الثامن والعشرون " فيمن آثر عاجل العقوبة والآلام على لذة الوصال الحرام " قصة لهذا النوع من السحر

فيقول : قال جابر بن نوح : كنت بالمدينة جالسا عند رجل في حاجة فمر بنا شيخ حسن الوجه حسن الثياب ، فقام إليه ذلك الرجل فسلم عليه وقال: يا أبا محمد اسأل الله أن يعظم أجرك ،

وأن يربط على قلبك بالصبر ، فقال الشيخ :


وكان يميني في الوغى ومسـاعدي فأصبحتُ قد خانت يميني ذراعها

وقد صرت حيرانا من الثكل باهتا أخـا كلف ضاقت على رباعها


فقال له الرجل أبشر فإن الصبر مُعول المؤمن ، وإني لأرجو أن لا يحرمك الله الأجر على مصيبتك ، فقلت له من هذا الشيخ ؟ فقال رجل منا من الأنصار فقلت وما قصته ؟

قال : أصيب بابنه وكان به بارا قد كفاه جميع ما يعينه ، ومنيته عجب ، قلت : وما كانت ؟ قال : أحبته امرأة فأرسلت إليه تشكوا حبه وتسأله الزيارة وكان لها زوج ، فألحت عليه ،

فأفشى ذلك إلى صديق له ، فقال له : لو بعثت إليها بعض أهلك فوعظتها وزجرتها رجوت أن تكف عنك ، فأمسك وأرسلت إليه إما أن تزورني وإما أن أزورك فأبى ،

فلما يئست منه ذهبت إلى امرأة كانت تعمل السحر فجعلت لها الرغائب ( العطاء الجزل ) في تهيجه ، فعملت لها في ذلك ، فبينما هو ذات ليلة مع أبيه إذ خطر ذكرها بقلبه وهاج منه أمر لم يكن يعرفه

واختلط ( فسد عقله) ، فقام مسرعا فصلى واستعاذ والأمر يشتد ، فقال يا أبه أدركني بقيد ، فقال : يا بني ما قصتك ؟ فحدثه بالقصة ، فقام وقيده وأدخله بيتا فجعل يضطرب ويخور كما يخور الثور ،

ثم هدأ فإذا هو ميت والدم يسيل من منخره أ.هـ.

يشتكي بعض من به مس من التهيج والعطف الشديد على الغير من الشباب والشابات ويعاني منه البعض منهم العناء الشديد ، فتجده دائمْ القلق فارغ الفؤاد يغدوا ويروح وبه من الوَلَهُ ما يكاد أن يُقَطِعَ نياط قلبه ،

منشغل الفكر بمن يعشق ويهوى ، شَغله الوجد والإشتياق ، يرى طيف من يحب ماثلا في مخيلته ، ويظن أنه يلحظه ويتحدث إليه.

يمثلها بالوهم فكري لناظري

وأكثر ما يُضْني النفوس افتكارها

يزداد عليه القلق والاضطراب حتى يصل به الهيام الى البكاء المرير . وليس بالضرورة أن يكون هذا الإنسان مسحوراً ، ولكن الشياطين تؤذي بعض الشباب والشابات الممسوسين بهذا الأسلوب من أجل الفتنة والوقوع

في الرذيلة ، وحتى تسيطر عليهم وتسلبهم الإرادة ما داموا منشغلين بفكرهم عن قراءة القرآن وعن كل أمر يقربهم الى الله سبحانه وتعالى . يقول أحد العشاق :

أيا معشر العشاق بالله خبروا

إذا حل عشقٌ بالفتى كيف يصنع

والتهيج الذي تعمله السحرة غالبا ما يصل بالإنسان الى أقصى درجات الاستثارة الجنسية ، ويمكن ان نقول أنه على أربعة أشكال بالنسبة للرجال وبالمثل بالنسبة للنساء .

1) تهيج على شخص معين .

2) تهيج على جميع النساء .

3) تهيج على جميع الرجال .

4) تهيج على النساء والرجال ( شذوذ جنسى ) .

وإن علاج هذا البلاء ليس بالأمر الهين ، وتختلف الحالات من شخص إلى آخر لكني أجمل العلاج في النقاط التالية :

1. الفرار من الفتننة :

إن الحب بدايته اختيارية ، وأكثر بداياته من النظرة ، فهو نظرة فابتسامة فموعد فلقاء ، فإن النظر والتفكر والتعرض للمحبة أمرٌ اختياري تتولد عنه أمور اضطرارية يحاسب عليها العبد.

عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ قَالَ يَا عَلِيُّ لا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ. رواه الترمذي .

2. تقوى الله والخوف من عقابه ورجاء ما عنده من الأجر والثواب :

يقول الله سبحانه وتعالى : }وَمَن يَتّقِ اللّهَ يَجْعَل لّهُ مَخْرَجاً{ سورة الطلاق، ويقول: } فَأَمّا مَن طَغَىَ * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدّنْيَا * فَإِنّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىَ *

وَأَمّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ وَنَهَى النّفْسَ عَنِ الْهَوَىَ * فَإِنّ الْجَنّةَ هِيَ الْمَأْوَىَ { سورة النازعات ، ومن ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه ، يقول الشاعر :

3. محبة الله :

يقول سبحانه وتعالى : } وَمِنَ النّاسِ مَن يَتّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبّونَهُمْ كَحُبّ اللّهِ وَالّذِينَ آمَنُواْ أَشَدّ حُبّاً للّهِ { [البقرة:165] . عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه

وسلم قَالَ ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لا يُحِبُّهُ إِلا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ .

رواه البخاري ، وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ مِنْ دُعَاءِ دَاوُدَ يَقُول: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ وَالْعَمَلَ الَّذِي يُبَلِّغُنِي حُبَّكَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ حُبَّكَ

أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي وَأَهْلِي وَمِنَ الْمَاءِ الْبَارِدِ . رواه الترمذي

4. اسأل الله الثبات :

عن شَهْر بْن حَوْشَبٍ قَالَ قُلْتُ لأُمِّ سَلَمَةَ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مَا كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ عِنْدَكِ قَالَتْ كَانَ أَكْثَرُ دُعَائِهِ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ

قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَكْثَرَ دُعَاءَكَ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ قَالَ يَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّهُ لَيْسَ آدَمِيٌّ إِلا وَقَلْبُهُ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ فَمَنْ شَاءَ أَقَامَ وَمَنْ شَاءَ أَزَاغَ

فَتَلا مُعَاذٌ ( رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا ) رواه الترمذي.

5. لا تعتزل الناس :

فإن الاعتزال مدعاة للوسوسة وتسلط الشيطان يقول صلى الله عليه وسلم : « إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم، يأخذ الشاة القاصية والناحية، فإياكم والشعاب، وعليكم بالجماعة والعامة والمسجد». رواه احمد في مسنده

6. اشغل نفسك بالمباحات :

أشغل نفسك بكل ما هو مباح حتى لا يتعبك التفكير وتَسلى عن من تحب.

7. قَبح من تحب في نفسك :

وإذا ما جال طيفه بفكرك استعذ بالله من الشيطان وتذكر مساوئه وقبائح أفعاله وتذكر نتن ريح إبطيه وما يخرج من جوفه .

8. لا تتعرض لمن تحب ، ولا تواعده ولو شق عليك ذلك .

9. لا تقرأ قصص الحب والغرام ولا شعر الغزل .

10. ابتعد عن مشاهدة المناظر المثيرة والصور الخالعة في الكتب والمجلات والتلفاز.

11. لا تستمع للغناء فإنه بريد الزنى .

12. عالج نفسك بالرقية الشرعية عند من تثق بعلمة وأمانته .

تُقرأ آيات منع التهيج وآيات السكينة والصبر والإنشراح مع آيات الرقية على من أبتلي بسحر التهيج أو تعلق قلبه بمحبة إنسان في غير ذات الله.

تعذيب الجن وحرقه . الرقية الشرعية . سحر وساحر . المس . تلبس الجن . اخراج الج



تعذيـــب الجــــن وحرقــه

قد يحتاج الراقي الى رقية المريض بنية التعذيب والحرق في بعض الحالات ، ومن المعلوم بالتجربة أنه يوجد صنف الجن لا يتوقف عن تعذيب الممسوس إلا بعد رقية مطولة وبنية الحرق ، والجن والله أعلم على اختلاف أصنافهم ومراتبهم ودياناتهم يقترنون بالإنسان ولكن من خلال المتابعة لكثير من الحالات تبين أن غالبية الشياطين التي تقترن بالإنس من اليهود والذين أشركوا ، يقول الله سبحانه تعالى ( لَتَجِدَنّ أَشَدّ النّاسِ عَدَاوَةً لّلّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالّذِينَ أَشْرَكُواْ )[ المائدة:82] .
والشيطان المقترن بالإنسان يتأثر كثيراً بما يلى :

1- عند الدعاء عليه .
2- قراءة الآيات التي تحاكي في مضمونها سبب دخوله في جسد المصاب ( سحر، حسد ، عشق ، ظلم ) .
3- قراءة الآيات التي تحاكي في مضمونها أثر فعله في المصاب . فلو كان الجني يؤثر على المصاب بالتفريق تقرأ عليه آيات التأليف ، إذا كان الجني يؤثر على المصاب بالضيق تقرأ عليه آيات الإنشراح .. الخ .
4- قراءة الآيات التي تمثل خِلقَته ( طائر ، كلب ، حية ) انظر باب تذكرة الإخوان.
5- قراءة الآيات التي تخاطب الشياطين والظالمين والمجرمين وما أعده الله لهم من عذاب النار والأغلال والسلاسل والزقوم .
6- رشه بالماء المقروء عليه الرقية وقت الرقية ، ويتأثر الشيطان من الماء وقت الرقية ولو لم يقرأ على الماء خصوصا إذا كان الماء بارداً ، وتأثره وقت الرقية أشد بسبب حضوره الكلي أو الجزئي .
7- أغلب الجن تتأثر عند التعيين في الدعاء ، فلو كان سحراً وحدد في الدعاء نوع السحر ومكان السحر وبلد الساحر لتأثر الجني ، ولو كان التلبس بسبب الحسد وعُين سبب الحسد في الدعاء لتأثر الجني .
8- قراءة الآيات التي تذكر ديانته ومعتقده .

ويمكن معرفة ديانة ومعتقد الجان المقترن من خلال المعطيات والأحلام والرقية ، فالذي به جن مسلم يقول لك إنني كثيراً ما استيقظ قبيل الفجر أو كثيراً ما اسمع الآذان او يقول لك اني كثيراً ما احلم انني اقرأ القرآن او يقول لك إنني أتعب عندما أسمع الغناء أو أتضايق عندما أكون مع إنسان به جن كافر ... الخ ، والذي به جن نصراني أو يهودي أو كافر تجده في نفور عن الطاعات ويحلم بالكنائس ويسمع اصوات النواقيس ويرى الصلبان والقساوسة ، أو يرى رجالاً على رؤسهم قبعات ولهم شعور طويله وظفائر تدله أنهم يهود ، وغالب من به جن كافر تراوده شكوك في عقيدته ووساوس في صلاته ، وينزعج عندما يسمع الآيات التي تخاطب الكفار من اليهود او النصارى ، جاء في سنن أبي داوود عن ابنِ عَبّاسٍ أنه قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: يَا رَسُولَ الله إِنّ أَحَدَنَا يَجِدُ في نَفْسِهِ يُعَرّضُ بالشّيْءِ لأنْ يَكُونَ حُمَمَةَ أَحَبّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَكَلّمَ بِهِ. فقَال: الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ الْحَمْدُ لله الّذِي رَدّ كَيْدَهُ إِلى الْوَسْوَسةِ. قالَ ابنُ قُدَامَةَ: رَدّ أَمْرَهُ مكَانَ رَدّ كَيْدَهُ.

حرق الجنى المسلم : قبل حرق الجني المسلم يجب أن يبين له أن اقترانه بالإنسي ظلم ويبين له والحلال والحرام ويقرأ عليه آيات الظلم والنفاق وما أعد الله لهم من العقاب الشديد ، ومن ثم يمهل ثلاثة أيام أو نحوها لعله أن يتقي الله ويخرج ، فإن أبى يهدد بالحرق ويقرأ عليه آيات الحرق حتى يتعذب ولكن لا تطيل في القراءة حتى لا يموت إن كان ضعيفا ، وبعد القراءة يتوعده المعالج بأنه سوف يستعين بالله ويحرقه حتى الموت إن لم يخرج ، ويمهله ثلاثة أيام أخرى أو نحوها ثم يرجع المصاب ويقرأ عليه فإن وجد المعالج الجني المسلم لا يزال في جسد المريض ، فيستعين بالله ويقرأ عليه قراءة مطوله ( ثلاث ساعات متواصلة أو نحوها ) بنية الحرق ، يكرر عليه الرقية المطولة في أيام متتالية حتى يأذن الله بخروجه أو بهلاكه .

الجان المسلم يتأثر من آيات العذاب وآيات الإسلام وآيات الوحدانية مثل آية الكرسي ومثل قوله تعالى : ( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاّ إِلَهَ إِلاّ هُوَ الرّحْمَنُ الرّحِيمُ ) في آل عمران : ( شَهِدَ اللّهُ أَنّهُ لاَ إِلَهَ إِلاّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) ، ويتأثر كثيراً من سورة الرحمن وسورة الجن ، وأول سورة طه ، ويتأثر من قوله تعالى : ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) [محمد:29]، ويتأثر كثيراً من من الآيات التي تذكر أسماء الله وصفاته .

ومن علامة حضور الجن المسلم أنه يرفع يده ويشير بها الى السماء بإصبعه السبابه مع تدوير اليد أو يضم أصابعه إلا السبابة وكأنه يتشهد ، أو أنه يتلفظ ويقول لا إله الا الله .

حرق الجنى اليهودى : قبل حرق الجني اليهودي ندعوه إلى الإسلام حتى نقيم عليه الحجة ، فإن أصر على الكفر يطلب منه الخروج من جسد المصاب ، فإن رفض يقرأ عليه آيات العذاب والحرق بقراءة الرقية مرة واحدة ويمهل ثلاثة أيام أو نحوها، يقرأ أو يستمع المصاب في هذه الفترة إلى سورة البقرة والمائدة ، وطه ، ويس ، والصافات ، والجن ، في كل يوم ، وبعد ذلك يقرأ على المصاب فإذا كان الجني لا يزال موجداً في جسد المصاب ندعوه إلى الإسلام مرة أخرى فإن أصر على الكفر يؤمر بالخروج من جسد المصاب ، فان أبى يقرأ عليه قراءة مطولة بنية الحرق ، فان لم يخرج تكرر هذه الطريقة حتى يهلك الجني ، وينبغي على المعالج أن يقرأ مع آيات العذاب والحرق الآيات التي تخاطب اليهود كقوله تعالى :
( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) [آل عمران: 67]
( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنّىَ يُؤْفَكُونَ )[التوبة:30]
( وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَآءُ وَلَيَزِيدَنّ كثيراً مّنْهُم مّآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رّبّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَآءَ إِلَىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلّمَآ أَوْقَدُواْ نَاراً لّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبّ الْمُفْسِدِينَ ) [المائدة:64]
( لَتَجِدَنّ أَشَدّ النّاسِ عَدَاوَةً لّلّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنّ أَقْرَبَهُمْ مّوَدّةً لّلّذِينَ آمَنُواْ الّذِينَ قَالُوَاْ إِنّا نَصَارَىَ ذَلِكَ بِأَنّ مِنْهُمْ قِسّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ) [المائدة:82] . ونحوها من الآيات ..

حرق الجنى النصرانى : يحرق الجنى النصرانى بنفس الطريقة والأسلوب السابق ، مع اختلاف في قراءة السور والآيات ، فالمصاب يقرأ أو يستمع إلى سورة البقرة، وآل عمران ، والمائدة ، ومريم ، والصافات ، في كل يوم ، وينبغي على المعالج أن يكرر قراءة آيات العذاب والآيات التي تخاطب النصارى وآيات الألوهية والوحدانية مثل آية الكرسي وكقوله تعالى : ( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاّ إِلَهَ إِلاّ هُوَ الرّحْمَنُ الرّحِيمُ ) وقوله يَصَاحِبَيِ السّجْنِ أَأَرْبَابٌ مّتّفَرّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهّارُ ) ، وكذلك الآيات التي تكفر النصارى مثل قوله تعالى : ( لَقَدْ كَفَرَ الّذِينَ قَالُوَاْ إِنّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِيَ إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبّي وَرَبّكُمْ إِنّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنّةَ وَمَأْوَاهُ النّارُ وَمَا لِلظّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) ، مثل هذه الآيات ونحوها تؤثر على الجني النصراني تأثيرا شديدا.

ومن علامات حضور الجن النصرانى أنه يقبض إصبعيه البنصر والوسطى ويشير بالخنصر والإبهام والذي يليه وكأنه يقول الإله الرب ، والإله الابن ، وروح القدس تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ، أو يقبض يَديه ويرسم صورة الصليب بوضع ساعده الأيمن متقاطعا مع ساعد يده اليسرى .

فإذا كان سبب التلبس السحر فيتعامل مع الجني كما ذكر في باب السحر وكذلك الحسد ، أما إذا كان سبب الاقتران أي سبب غير السحر والحسد فيخير الجني بين الخروج أو الحرق ، وطريقة حرق الجني بتكرار قراءة الرقية بنية الحرق عدة مرات مع التأكيد على قراءة آيات العذاب. وكذلك منعه من الأكل والتضيق عليه باستخدام العلاجات المباحة . وينبغي ان لا يغفل المريض عن التسمية عند الأكل وقول بسم الله أوله وآخره إذا نسي والمحافظة على أذكار الصباح والمساء حتى يحول بين الشياطين في الخارج وبين الجان الذى داخل جسده . عن أُمَيَّةَ بْنِ مَخْشِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا وَرَجُلٌ يَأْكُلُ فَلَمْ يُسَمِّ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْ طَعَامِهِ إِلا لُقْمَةٌ فَلَمَّا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ مَا زَالَ الشَّيْطَانُ يَأْكُلُ مَعَهُ فَلَمَّا ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ اسْتَقَاءَ مَا فِي بَطْنِهِ .
رواه أبو داود .
- أحيانا يحضر الجنى ويسب ويشتم ويصرخ ويهدد ويتوعد ، فلا تغضب لنفسك ولا تبادله الشتائم ولا تخف منه واقرأ عليه قوله تعالى : ( إِنّمَا ذَلِكُمُ الشّيْطَانُ يُخَوّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مّؤْمِنِينَ ) ، فسيسكن بأذن الله تعالى .



تخالُهُم للحلم صُما عن الخـنا
وخُرسـاً عن الفَحْشاء عند التَهاتُرِ

كأن بهم وَصْماً يخافون عـارهُ
ولـيس بـهم إلا اتقاءُ المَعايــر


- أحيانا يحضر الجنى ولكن لا يستطيع الكلام لأنه مربوط اللسان من قبل الساحر، في هذه الحالة تقرأ آيات السحر على كوب ماء وحبذا لو جعل فيه سبع ورقات سدر أخضر مسحوقة وتسقيه الجني وتكرر هذه الطريقة مع القراءة حتى يبطل الله سحره ويستطيع الكلام .
- صنف من الجن يتصبر عند قراءة الرقية ولكن بمجرد أن يضع الراقي يده على رأس المصاب أو ينفث عليه يصرع .
- يحضر الجني ويتصرف بتصرفات تدل على تعبه ، وهي دليل على بداية استسلامه أو هلاكه ، ويسمي البعض هذه التصرفات برقصة الموت ، فهي تحاول قطع الرقية بشتى الوسائل والتي منها :
1) الصراخ المزعج.
2) البكاء ودموع التماسيح .
3) العراك والشجار مع الراقي أو مع جني آخر أو مع مرافق المريض.
4) القراءة مع الراقي بصوت مسموع .
5) الغناء والرقص .
6) التحدث مع من جواره من الإنس او الجن.
7) تمزيق ثياب المريض أو رمي حجاب المرأة .
 مناقشة الراقي مناقشات مطولة ليس من ورائها فائدة .
- عندما يضيق على الجنى ، يحضر ويحاور الراقى ويسأله أسئلة أو يخبره أخبار كثيرة ، ومراده من ذلك أن يستريح وينشغل الراقى عن القراءة ، فلا تخاطب الخبيث حتى تنتهي من قراءة الرقية .
- بعض أنواع الجن تستفز الراقي حتى يضربها والغاية من ذلك أن يقع الضرب على المريض فيكره الراقي ، وكثيراً ما تعترف الجن بهذه المخادعة .
- قد تقرأ القرآن على من يزعم أنه مسلم : فيقول لك إني مسلم وإني والله أحب سماع القرآن فزد ما شئت ، وربما قرأ معك ؛ واصل قراءة القرآن واختر منه آيات العذاب والظلم والتعدى وسورة الرحمن والجن فإنه سوف يتأثر لأنه ظالم معتدي .

- وأنت تقرأ على من به مس يحضر عليه الجنى ويصرخ ويتخبط ويرجوك أن لا تكمل الرقية وأن ترحمه ولا تعذبه ولكن بعد حركات ملحوظة يهدأ وكأنك لم تقرأ عليه بل قد ينظر إليك نظر المتحدي ، وقد تقرأ على من به مس لعدة أسابيع حتى يضعف الجني وينهار ومن ثم تتفاجأ أنه يتحداك ولم يعد يتأثر كما كان عليه في السابق ، وهذا أمر يثير العجب لبعض الرقاة ، وحقيقة الأمر أن فى الجسد أكثر من شيطان ، يتناوبون في الحضور ليريح بعضهم بعضا ، وفى الغالب أن أول من يحضر من الجن أضعفهم حتى يصل إلى مرحلة التعب والإرهاق وعدم التحمل عندها يحضر الذى هو أقوى منه .
- يظهر الجني التوبة والتنسك ومساعدة الراقى والنصح له واخباره ببعض المعلومات الصحيحة ، والغاية من ذلك ان يستدرجه إلى فتنة أو إلى بدعة وإلى كل ما هو منكر محرم ، يقول تعالى : }وَمِنَ النّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِى الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَىَ مَا فِى قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدّ الْخِصَاموَإِذَا تَوَلّىَ سَعَىَ فِي الأرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبّ الفَسَادَ{ ، فلا تستعين بالجنى ولا تصدقه ولا تكذبه وتذكر قوله تعالى: وَأَنّهُ كَانَ رِجَالٌ مّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مّنَ الْجِنّ فَزَادوهُمْ رَهَقا ، ويقول تعالى : أَلَيْسَ اللّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوّفُونَكَ بِالّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ .
9) ومن خطوات الشيطان وخداعه الصراخ والسب والشتم حتى يصرف نية الراقى الى الإنتقام للنفسه .

إخراج الجن على طريقة ابن تيمية !!



الحمد لله ..

يقول شيخ الإسلام ( وقد ضربنا نحن من الشياطين في الإنس ما شاء الله حتى خرجوا من الإنس ولم يعاودوه وفيهم من يخرج بالذكر والقرآن وفيهم من يخرج بالوعظ والتخويف وفيهم من لا يخرج إلا بالعقوبة كالإنس ) النبوات .

قال : أبو همام الراقى نصره الله على شياطين الإنس والجن ..

هذا الترتيب فيه لفتة كريمة ونكتة لطيفة تنم على علم ودراية بأحوال مرض الجن من قبل هذا العالم النحرير الذى قال فأجاد وأصل فأفاد عن عالم الجن .. !!

فوفقاً لهذا التقرير عنه رحمه الله .. على المعالج أن يبتدأ بالتلاوة .. والتى يها آيات وعظ وهداية وارشاد قد يرق لها قلب العارض ويرجع عما هو فيه .. والتى فيها آيات العذاب التى قد يخافها العارض وتؤثر فيه .. ثم إذا تمكن القرآن من قلب العارض إما بترغيب أو بترهيب أتى بعدها دور الوعظ والتخويف ليجد أرضاً خصبة ممهدة بقوارير الوعظ القرآنى تلاوة وذكراً .. فإن لم يجد القرآن ولاالوعظ مسلكاً فاعلم أنك تتعامل مع شيطان مريد فيأتى دور العقوبة والتنكيل بما لايقع ضرره على المصاب .. وهذا يحتاج لعلم وفهم للمس وطرقه وحضوره وانصرافه .. فإن لم تكن كابن تيمية فلا تعاقب ولاتنكّل وكفّ شرّك عن النّاس !

والله تعالى أعلى وأعلم .

أبو همام الراقى